الخميس، 2 أكتوبر 2014

الفول برئ من التسبّب في الخمول

ينتمي الفول في أصله لعائلة البقوليات، وقد عُرف منذ عهد الفراعنة، ووجدت حبّات منه، منذ الأسرة الثامنة عشرة تقريبًا، وهو مكوّن أساسي في العديد من الوجبات المعروفة في مختلف أنحاء العالم، حيث يُؤكل مسلوقًا، أومدمّسا، أو نابتا وتضاف إليه عادة العديد من الإضافات، مثل: زيت الزيتون أو الزيت الحار أو السمن أوالقشدة حسب الرغبة، مع خضروات متنوعة مثل الطماطم والثوم والبصل وعصير الليمون، بالإضافة إلى التوابل كالملح والفلفل والكمون، كل حسب ذوقه، كما يدخل الفول في إعداد بعض الأكلات الشعبية المشهورة، وعلى رأسها الفلافل، والبصارة.
ولكل بلد عربي طقوس مختلفة في إعداد الفول، وتناوله، وإن اشتُهر به المصريون عن غيرهم، لاحتفائهم به، واعتباره وجبة أساسية على مائدة إفطارهم اليومي، وكذلك تناوله معظم الوقت على السحور في شهر رمضان المبارك، لانه يساعد على الإحساس بالشيع لفترة طويلة.

الفول برئ من الخمول
ورغم كون الفول طعاما شهيا لا قبل لأحد بمقاومته، إلا إنه عادة ما يُتّهم بأنه سبب أساسي في حدوث النعاس، والإحساس بالخمول، وعدم القدرة على العمل بعد تناوله، بل إن بعض الناس ينصحون من يريد المذاكرة، أو أداء الأعمال العقلية التي تتطلب تركيزًا، أن يتجنّب تناوله. وكل هذه لا تخرج عن كونها نصائح شعبية ، لا تستند غالبًا إلى أساس علمي، أو دراسة طبية موثقة.

فالفول مصدر مهم وغني بالبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل الحديد والفسفور، ويقارن في أحيان كثيرة باللحوم والدجاج، بل قد يتفوق عليها في أغلب الأوقات، نظرا لقلّة ثمنه بالنسبة للبسطاء من ناحية، ولاستخدام أدوية ومواد كيميائية في تربية الدواجن والماشية من ناحية أخرى، وهو ما يؤثّر على صحة مستهلكيها في النهاية، على عكس الفول، الذي يمثّل بحق حائط صد قويا للغاية ضد التوتر والإجهاد.


تناول الفول يزيد أيضًا من إنتاج هرمون السعادة المعروف علميا باسم "سيروتونين"، وهو المتحكم في الإحساس بالسرور والبهجة، وفتح الشهية.
وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي كل 100 جرام من الفول على 314 سعرًا حراريًا، و1.53 دهون، و58.29 كربوهيدرات، و25 أليافًا، و5.70 سكر، و26.12 من البروتينات.
وفي الغالب، لا تعدو شائعة أن الفول يسبّب الخمول، كونها نكتة طريفة، نبعت من التراث الشعبي، خاصة مع ترديدها في بعض المسرحيات والأعمال التليفزيونية الشهيرة، مثل مسرحية "المتزوجون" التي كتبها فيصل ندا، ولعب أدوار البطولة فيها الفنانون سمير غانم وجورج سيدهم وشيرين، في حين يختلف الواقع عن ذلك كثيرا.
ا

ولعلّ ما ساعد على ذلك، أن الفول يحتاج لبعض الوقت كي تتعامل معه المعدة، حيث يحتشد الدم فيها للانتهاء من هضمه، لكنها عملية بسيطة عادة، ولا تستغرق وقتا طويلا، وتسبب الشعور بالشبع لفترة طويلة.
الفول ليس فقط بريئا من هذه الاتهامات المُجحفة، التي ربما تحول بين البعض وبين تناوله، لكن أكثر من هذا، أنه عامل مهم وفاعل في مقاومة بعض أمراض السرطان، لاحتوائه على مضادات الأكسدة، كما يمكن الاعتماد عليه في إنقاص الوزن بفاعلية، واتباع حمية جيّدة النتائج، ولا تستغرق وقتا طويلا، بل إنه يزيل أصباغ الجسم الزائدة، خاصة الكلف والنمش.


الفول، بكل المقاييس، وجبة غذائية كاملة وممتعة في نفس الوقت، وهو ما ضمن له هذه المكانة الكبيرة والشعبية العريضة في كل مكان، بل إن العرب عندما يسافرون إلى البلاد الأوروبية، يبحثون عمن يقدم لهم الفول، بطريقة بلادهم، أو يقومون هم بإعداده بأنفسهم، وتعريف الشعوب المختلفة به، لأنه - بطريقة أو بأخرى - مرادف للهوية العربية، وملمح مهم من ملامح المواطنة والانتماء.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق