الاثنين، 28 يوليو 2014

اضطراب الاكل القهري Binge Eating Disorder

اضطراب الاكل القهري (Binge Eating Disorder)، والمسمى ايضا "متلازمة الشره القهري"، هو اضطراب في تناول الاكل تم تشخيصه مؤخرا فقط. اضطرابات تناول الطعام هي امراض جدية جدا، مصدرها نفسي، وتدفع المصاب بها الى تبني عادات اكل ضارة، مثل الاكل الزائد, التجويع الذاتي، وذلك نتيجة انماط سلوكية فكريه وعاطفية. في غالبية الحالات، تشكل هذه العادات طريقة لدى اصحابها في مواجهة حالات نفسية، مثل الاكتئاب (Depression)، الضغط والتوتر النفسيين، والقلق على انواعه.
اضطراب الاكل القهري هو اضطراب صعب يتميز بتناول الطعام بدون ضوابط، بحيث تكون نتيجته الارتفاع الكبير في وزن الجسم. الاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يستهلكون احيانا كميات كبيرة من الطعام (بما يتجاوز شعورهم بالشبع) من خلال الشعور بعدم السيطرة والتحكم بعاداتهم في تناول الطعام. وبالرغم من ان السلوك المصنف بانه "اضطراب الاكل القهري" يشبه، في جوهره، سلوك المصابين بمرض النهام العصبي (Bulimia nervosa), الا ان الاشخاص المصابين باضطراب الاكل القهري لا يميلون، بشكل عام، الى التخلص من الطعام عن طريق التقيؤ او استعمال مواد مسهلة (Purgative).
معظم الاشخاص المصابين باضطراب الاكل القهري يستعملون الطعام كوسيلة لمواجهة عدم ارتياحهم في كل ما يتعلق بالمشاعر. ويدور الحديث هنا، بوجه عام، عن اشخاص لم يتعلموا كيفية التصرف الصحيح في حالات الضغط ويجدون عزاءهم وسكينتهم في تناول الطعام. للاسف الشديد، هؤلاء يعانون، بشكل عام، من شعور حاد بالذنب بسبب عدم قدرتهم على التحكم بعاداتهم في تناول الطعام، وهذا ما يزيد الضغط النفسي، وهكذا دواليك.

أعراض اضطراب الاكل القهري

معظم الناس لا يميلون الى الافراط في الاكل في المناسبات المختلفة، وكثير من الناس يؤمنون بانهم يميلون، في اغلب الاحيان، الى تناول كميات من الاكل اكبر بكثير مما كان يجب ان ياكلوا. ولكن هذا لا يعني ان تناول الاكل بكميات كبيرة ناتج عن اضطراب الاكل القهري.
غالبية الاشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكل القهري تظهر لديهم العلامات التالية:
  • حالات متواترة من تناول كميات كبيرة من الغذاء يعتبرها الاخرون كميات استثنائية، زائدة عن المالوف.
  • احساس دائم بعدم القدرة على التحكم بنوعية وكمية الطعام الذي يتناولونه.
  •  تناول الطعام بسرعة خارجة عن المالوف.
  •  تناول كميات كبيرة من الطعام حتى الشعور بعدم الراحة.
  • تناول كميات كبيرة من الطعام حتى عندما لا يكون هناك شعور بالجوع.
  •  الحرص على تناول الطعام لدى عدم وجود اشخاص اخرين، بسبب الشعور بالخجل من كميات الطعام التي يتناولونها.
  • الشعور بالتقزز والقرف, الاكتئاب او الشعور بالذنب بعد تناول الكثير من الطعام.
  •  عدم الاستقرار والتغير الدائم في وزن الجسم.
  • هبوط في الرغبة الجنسية، او انعدامها تماما.
  •  اعتماد انظمة حمية غذائية (Diet)، في فترات متقاربة.                
أسئلة وأجوبة
  • كيف يختلف اضطراب الاكل القهري عن اضطرابات مثل فقدان الشهية او الشره المرضي؟

أسباب وعوامل خطر اضطراب الاكل القهري

العامل الحقيقي الدقيق المسبب لاضطراب الاكل القهري لا يزال غير معروف، حتى الان، ولا يزال الباحثون في اول الطريق حتى يصلوا الى فهم تاثيرات هذا الاضطراب والاسباب المؤدية الى نشوئه وظهوره. وكما في اضطرابات الاكل الاخرى، يبدو ظاهريا ان اضطراب الاكل القهري، ايضا، هو نتاج توليفة من العوامل المسببة، النفسية، البيولوجية والبيئية. وقد تبين وجود علاقة سببية بين اضطراب الاكل القهري وبين مشاكل نفسية اخرى: نحو النصف من مجموع المصابين باضطراب الاكل القهري كانوا قد عانوا، في السابق، من مشاكل نفسيه مثل الاكتئاب، على الرغم من ان جوهر العلاقة بين الاثنين غير واضح تماما.
معظم الناس يصرحون بان شعورا بالغضب, بالحزن, بالملل وبالقلق، او مشاعر سلبية اخرى مختلفة، من الممكن ان تثير لديهم اضطراب الاكل القهري. وقد تبين ان السلوكيات الاندفاعية ومشاكل نفسية اخرى تشكل عاملا مشتركا لدى غالبية الاشخاص المصابين باضطراب الاكل القهري.
اضطرابات الاكل المختلفة، بما فيها اضطراب الاكل القهري، تميل الى الظهور على اساس وراثي، اي انه من المحتمل جدا ان تكون الاصابة باحد اضطرابات الاكل وراثية المنشا. بل اكثر من ذلك، يفحص الباحثون كيف ان المواد الكيميائية في الدماغ واستقلاب المواد في الجسم (الطريقة التي يحرق الجسم بها السعرات الحرارية - Metabolism)  تؤثر على تكون وتطور اضطراب الاكل القهري.
في معظم الحالات، الاشخاص المصابون باضطراب الاكل القهري ينتمون الى عائلات لديها ميل للمبالغة في تناول الطعام او اهتمام زائد عن اللزوم، وشاذ، بكل ما يتعلق بالاكل وتناوله، مثل ان يتم اعتبار الاكل والتعامل معه وكانه جائزة، مصدرا للتهدئة او للعزاء.

مضاعفات اضطراب الاكل القهري

عادات الاكل السيئة، التي ينتشر ظهورها بين الاشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكل القهري، او اضطرابات الاكل الاخرى، قد تؤدي ايضا الى ظهور مشاكل طبية مختلفة اخرى. المضاعفات الاوسع انتشارا لدى الاشخاص المصابين باضطراب الاكل القهري مماثلة للمضاعفات الطبية التي تسببها السمنة الزائدة.
 ومما تشمله هذه المضاعفات:
  • مرض السكري (Diabetes)
  • فرط ضغط الدم (Hypertension)
  • امراض كيس المرارة
  • امرض القلب
  •  ضيق التنفس
  • انواع معينة من السرطان
  • مشاكل في الدورة الشهرية
  • مشاكل في الحركة (عدم القدرة على التحرك) والتعب
  • اضطرابات النوم
وزيادة على ذلك، فان الاشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكل القهري يعانون، ايضا، من ضائقة دائمة في كل ما يتعلق بعاداتهم في تناول الطعام. وفي بعض الحالات، يهمل هؤلاء مصدر رزقهم او دراستهم في المدرسة او نشاطاتهم الاجتماعية لكي يتفرغوا لعادات الاكل القهرية لديهم.  

تشخيص اضطراب الاكل القهري

تشخيص اضطراب الاكل القهري قد يشكل  تحديا، لان اضطرابات الاكل غالبا ما تكون محاطة بالسرية, بالخجل والانكار، كجزء من مميزات المرض. ونتيجة لذلك، قد يمر وقت طويل حتى يتم تشخص المرض. في معظم الحالات، يتم اكتشاف اضطراب الاكل القهري عندما يتوجه الانسان المصاب به الى طلب المساعدة المهنية من اجل تخفيف وزنه، او عندما يبحث عن علاج لنتائج وتاثيرات السمنة الزائدة (Obesity).
 في حالة الشك بوجود اضطراب الاكل القهري،  يبدا الطبيب بوضع تقييم مهني على اساس التاريخ الطبي للمريض ويجري  له فحصا جسمانيا شاملا. وعلى الرغم من عدم وجود فحوصات مخبرية يمكن التوصل من خلالها الى تشخيص دقيق لاضطرابات الاكل المختلفة، الا ان الطبيب قد يقوم باجراء عدة فحوصات مختلفة، مثل التصوير بالاشعة, فحوص دم بغية نفي وجود مشاكل طبية اخرى يمكن ان تسبب ظهور الاعراض والعلامات ذاتها.
في حال عدم تشخيص اية مشاكل طبية اخرى، قد يتم توجيه المريض الى الاستشارة لدى معالج نفساني او لدى طبيب نفسي او اية استشارة نفسية اخرى لدى شخص يتمتع بالمؤهلات الملائمة، وذلك بغية تشخيص مشاكل نفسية مختلفة محتملة لدى المريض. المعالجون النفسيون والاطباء النفسيون هم اصحاب ادوات  التشخيص والتقييم الاكثر مهنية وملاءمة  من اجل تحديد ما اذا كان شخص ما يعاني من احد اضطرابات الاكل المختلفة ام لا.
 

علاج اضطراب الاكل القهري

معالجة اضطراب الاكل القهري مليئة بالتحديات، وذلك لان معظم المصابين به لديهم شعور بالخجل الشديد بسبب حالتهم وبسبب الاضطراب الذي يعانون منه، ويعملون كل ما في وسعهم من اجل اخفاء هذه المشكلة. وهم ينجحون في ذلك، في معظم الحالات، الى درجة ان افراد عائلتهم المقربين او اصدقاءهم لا يعون، اطلاقا، حقيقة انهم يعانون من اضطراب الاكل القهري.
اضطرابات الاكل تحتاج الى وضع برنامج علاجي شامل تتم ملاءمته بشكل شخصي وفردي، طبقا للاحتياجات الخاصة لدى كل مريض، على حدة. الهدف النهائي لمعالجة الاضطراب هو مساعدة المريض على الامساك بزمام اموره والتحكم بعاداته في تناول الطعام.
ويتكون العلاج، على الاغلب، من الدمج بين التوجهات/ الطرق العلاجية التالية:
  • المعالجة النفسية
  • المعالجة الدوائية
  • الاستشارة الغذائية
  • المعالجة الجماعية و/ او المعالجة العائلية.

الوقاية من اضطراب الاكل القهري

على الرغم من انه ليس بالامكان منع جميع حالات الاصابة باضطراب الاكل القهري، الا انه من المهم جدا البدء بالعلاج في اللحظة التي تتم فيها ملاحظة ظهور العلامات والاعراض المميزة لهذا الاضطراب.
وزيادة على ذلك، فان تعلم وتشجيع عادات الاكل الصحية، من خلال تبني نهج واقعي في كل ما يتصل بالغذاء وبصورة الانسان عن ذاته، من شانها ان تساعد في منع تطور او تفاقم الوضع في حالات اضطرابات الاكل.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق